تعيش البشرية اليوم على صخرة عملاقة الحجم ندعوها كوكب الارض, و يشكل هذ الكوكب الضخم جزء يكاد يكون غير محسوب في نظام ندعوه النظام الشمسي, وكذلك يقع النظام الشمسي داخل منظومة اكبر تسمى المجرة ( و في حالة مجرتنا درب التبانة), فما هي المجرة ؟

تعريف المجرة
في الحقيقة هي عبارة عن نظام هائل و ضخم من الكواكب و النجوم و الغبار الكوني و المادة المظلمة ترتبط هذه المنظومة بفعل قوة الجاذبية, وتتكون عادة المجرات من مليون الى تريليون نجم مختلفة الاحجام و الطاقة, و اضعاف هذا العدد من الكواكب و الكويكبات.
تركيب المركز وتاثيره
ويعتقد ان جميع المجرات ( خاصة الكبيرة منها ) تحتوي في مركزها على ثقوب سوداء هائلة الحجم تكون ذات دور محوري في قوة الجاذبية المشكلة لمنظومة المجرة. في مجرتنا الخاصة ، درب التبانة ، تشكل الشمس واحدة فقط من حوالي 100 إلى 400 مليار نجم تدور حول القوس ( وهو ثقب أسود فائق الكتلة يحتوي على كتلة حوالي أربعة ملايين كتلة الشمس ).
كلما نظرنا إلى الكون بشكل أعمق ، زاد عدد المجرات التي نراها. قدرت إحدى الدراسات التي أجريت عام 2016 أن الكون الذي يمكن ملاحظته ( الكون المرئي ) يحتوي على تريليونيي – أو مليوني مليون – مجرة. بعض تلك الأنظمة المجرية البعيدة تشبه مجرتنا درب التبانة ، بينما البعض الآخر مختلف تمامًا .

أنواع المجرات
قبل القرن العشرين ، لم نكن نعرف بوجود مجرات اخرى بخلاف درب التبانة ؛ قام علماء قبل ذلك بتصنيفهم على أنهم “سديم” (سحابة غير كبيرة نسبيا من الغاز والغبار في الفضاء الخارجي ، تكون مرئية في السماء ليلا إما كصورة ساطعة غير واضحة أو كظلة مظلمة ضد مادة مضيئة أخرى) ، لأنها تبدو وكأنها غيوم غامضة او غير واضحة.
إدوين هابل Edwin Hubble
ولكن في العشرينات من القرن الماضي ، أظهر الفلكي إدوين هابل Edwin Hubble أن “سديم” أندروميدا Andromeda كان مجرة بحد ذاتها, وبما انها بعيدة عنا كثيرا ، فيأخذ الضوء الواصل لنا منها مسافة 2.5 مليون سنة ضوئية . تعد مجرة أندروميدا Andromeda أقرب مجرة كبيرة لمجرتنا درب التبانة ، وهي مشرقة بدرجة كافية في سماء الليل بحيث تكون مرئية للعين المجردة في نصف الكرة الشمال.

في عام 1936 ،اظهر هابل لاول مرة تصنيف خاص للمجرات ، وتجميعها في ثلاثة أنواع رئيسية: المجرات الحلزونية ، المجرات الإهليلجية ، والمجرات غير النظامية .

- أكثر من ثلثي المجرات المرصودة هي مجرات حلزونية الشكل. تحتوي المجرة الحلزونية على قرص دائري مسطح به انتفاخ مركزي (منطقة تكون المركز في المجرة ) محاط بأذرع لولبية. وفي سرعات تصل الى مئات الكيلومترات في الثانية ، تؤدي الحركة الحلزونية للمجرة إلى جعل المادة في القرص المركزي تتخذ شكلًا حلزونيًا مميزًا ، مثل دولاب الهواء الكوني. تحتوي درب التبانة ، مثل المجرات الحلزونية الأخرى ، على شريط خطي مليء بالنجوم في وسطه
مجرة حلزونية
- تأخذ المجرات الإهليلجية ( قطع ناقص ) كما يوحي اسمها شكل مستدير عمومًا ولكن يمكن أن تتمدد طوليا بشكل اكثر على طول محور من الآخر ، بحيث يأخذ بعضها مظهرًا يشبه شكل السيجار. يمكن لأكبر المجرات المعروفة في العالم – المجرات الإهليلجية العملاقة – أن تحتوي على ما يصل إلى تريليون نجم وتمتد إلى مليوني سنة ضوئية. قد تكون المجرات الإهليلجية صغيرة أيضًا ، وفي هذه الحالة تسمى المجرات الإهليلجية االقزمة, من المعروف أن القليل من النجوم الجديدة تتشكل في المجرات الإهليلجية .
مجرة اهليلجية
- تسمى المجرات غير الحلزونية أو الإهليلجية بالمجرات غير النظامية. تبدو مشوهة الشكل وتفتقر إلى شكل مميز، غالبًا لأنها تقع ضمن تأثير الجاذبية للمجرات الأخرى القريبة منها.تكون هذه النوع من المجرات مليئة بالغاز والغبار ، مما يجعلها حاضنة كبيرة لتشكيل نجوم جديدة .

-و يجدر الذكر ان هناك انواع اخرى من المجرات التي لا تندرج ضمن تصنيف هابل كالمجارات الحلقية.

التفاعلات الحاصلة بين المجرات
يحصل بين المجرات انواع من التفاعلات اعتمادا على موقع المجرة في العنقود المجري ( وهو مصطلح يطلق على مجموعة من المجرات المتقاربة بفعل قوى الجاذبية ). وتكون هذه التفاعلات و التداخلات ذات اهمية في تشكيل بنية المجرة النهائية و تطورها و حين تقترب مجرتان او اكثر من بعضهم البعض يحصل تشوه بنسب متفاوتة في بنية المجرة بسبب التجذاب المجري , وقد يكون هناك تبادل للغازات و الغبار بين المجرات, النجوم في هذا النوع من التفاعل لن ترتطم ببعضها عادة لأن المسافات الكونية كبيرة للغاية في هذا النطاق ولم يتم رصد حالة اصطدام نجمي إطلاقا, لكن الغازات والغبار سيتفاعلان إيذاناً ببدء عمليات توليد نجوم جديدة.

ويُعد الاندماج المجري هو أكبر التفاعلات المجرية، في هذه الحالة نجد أن الزخم النسبي للمجرتين غير كافي للسماح للمجرتين بالمرور عبر بعضهما البعض، لكن عوضاً عن ذلك نجدهما تندمجان وتلتحمان وتذوبان في بعضهما البعض معلنةً تشكيل مجرة جديدة واحدة تتضمن كل من شارك بالاندماج، في حالة كانت أحد المجرات ذات كتلة اكبر بكثير من المجرة الأخرى فإن هذا الحدث الكوني يصبح أكثر قوة و طاقة بشكل كبير جدا.

جميل جدا هذا الكون الذي طالما يبهرنا بمعلوماته الهائلة و خصائصه الغريبة التي دائما ما تكون مبهرة و تجعلنا ندرك حجم الكون و كم نحن بحاجة للبحث الكثير لفهم ما يدور حولنا.
انشاء و ترجمة وتحرير :-
علي رضا
المصادر: