eso1029a

ما بعد نشأة النجوم , نشأة الكواكب ..

عند مراجعة المعلومات السابقة , سوف نلاحظ ان كل هذه العوامل و الظواهر في الكون هي مترابطة بطريقة او بأخرى , فعند تكون الزمكان و المكونات الفيزيائية للكون بدأت تجتمع جميع هذه العناصر مع بعضها لتكون الكون الذي نعرفه الان بأنظمته العملاقة و الدقيقة  , فلقد مثلت العمليات الفيزيائية و التي ساهمت بوجود الزمكان الذي يعتبر وسطا مهما لتفاعل الكتل العملاقة مع بعضها , و كذلك  ادت الى تكون الاجسام النووية العملاقة و المشعة و التي نسميها نجوماً  , سوف نطلق على هذه الفترة مرحلة ما بعد نشأة النجوم , نشأة الكواكب …

نشأة الكواكب

احدى النتائج التي ترتبت بعد نشأة النجوم و استنادا الى تفسيرات النظريات الحديثة , كانت بكتلتها الضخمة و التي ولدت مجالا جاذبيا قويا حولها – أي تكون انبعاجا في نسيج الزمكان –و الذي كان كفيلا بجعل أي جسم اخر اقل كتلة بأن يتمحور حول الجسم ذو الكتلة الاكبر , حيث يشير العلماء الى ان اغلب الكواكب التي تكونت – بما فيها كواكب مجموعتنا الشمسية – كانت عبارة عن كميات من الغبار و الغاز صغيرة جدا قد انفصلت عن هالة عملاقة من الغبار و الغاز  (disk of gas and dust) الذي يدور حول النجوم حديثة التكوين .

الكواكب

صورة توضح تجمع كميات من الغاز و الغبار مكونة كوكب حديث النشأة حول نجم حديث التكوين

بفعل الجاذبية و قوى اخرى تؤدي بمكونات الطبق الى التصادم فيما بينها , اذا كان التصادم خفيفا فسوف يؤدي ذلك الى انصهار المواد و يصبح تجمعها اشبه بتدوير كرة ثلجية اما اذا كان التصادم قويا فسوف يؤدي الى تناثر الجسيمات بصورة عشوائية مانعا من تراكم هذه الجسميات , و بمرور الزمن تكون دقائق الغبار مجتمعة ما يسمى بالحصى و التي يمكن ان تصبح لاحقا عبارة عن صخرة بطول 1.6 كيلو متر , و بينما تدور مكونات الكواكب هذه حول نجمها فهي تعمل عمل كاسحة الجليد حيث تكون لها مسارا واضحا خاليا من أي مواد اخرى متبوعا بدقائق غبار خفيفة جدا أي تصبح كواكب ذات تدور في مدار حول نجمها , و في الوقت نفسه فأن النجم يقوم بجذب الغازات القريبة و يدفع بالأجسام البعيدة عنه , تسمى هذه النظرية بنظرية تراكم الحصى (pebble accretion) و هي النموذج الافضل في تفسير تكون الكواكب .

بعد مرور مليارات السنين , سوف تتحول هالة الغبار و الغاز الى كواكب و عوالم جديدة  , لكننا سوف ندرس نظامنا الشمسي بصورة خاصة اكثر لأنه بسيط مقارنة ببقية الانظمة الشمسية البعيدة شحيحة البيانات .

بتكون نجم مجموعتنا الشمسية – الشمس – قبل مليارات السنين فلقد استطاع بفعل كتلته الضخمة بتكوين حوله طبق من الغبار و الغاز يدور حول الشمس , حيث بدأت الدقائق الصغيرة ضمن هذه الحالة بالتصادم مكونة جسميات صخرية صغيرة – الحصى – اخذت تكبر اكثر و اكثر بفعل تأثير الجاذبية عليها و التي سوف تكون لاحقا ذات كتلة قادرة على جذب الجسيمات الاصغر , في الوقت نفسه فلقد تجمد الغاز مكونة كرة عملاقة  تدور حول الشمس .

شاهد ايضاً : كيف نشأ الكون، و لماذا ؟

لكن لماذا انجذبت الكواكب الصخرية نحو الشمس بينما ابتعدت الغازات عنها ؟ يمكن الإجابة عن هذا السؤال استنادا الى ظاهرة الرياح الشمسية (solar wind) و التي تتكون  بتدفق مستقر للبلازما المنبثقة من الشمس , حيث عندما كانت الشمس حديثة التكوين كانت هذه الرياح اقوى بكثير عن ما هي اليوم , أي قوية بما فيه الكفاية لتدفع بالأجسام الخفيفة بعيدا  مثل الهيدروجين و الهيليوم  , فدفعت الرياح الشمسية هذه الاجسام بعيدا عن المحور الداخلي , و بحلول الوقت التي وصلت فيه هذه الاجسام الى المحور الخارجي للمجموعة الشمسية فلقد انخفضت قوة هذه الرياح , و الذي تسبب بعودة هذه الغازات المتجمدة بفعل الجاذبية و اصطدامها بالتكتلات الصخرية , هذا التصادم كون تكتلات ذات مركز صخري و غلاف غازي مجمد و التي كونت الكواكب في المجموعة الشمسية .

img 2837

صورة توضيحية لتكون النظام الشمسي

و يمكن ان تختلف النظرية التي تستخدم بتفسير تكون الكواكب من نظام الى اخر و ذلك بالاعتماد على طبيعة النظام نفسه و النماذج و النظريات المستخدمة لدراسته و تحليله .

انشاء و ترجمة و تحرير : حسين التميمي

المصادر :

المصدر 1

المصدر 2

المصدر 3

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top