السرطان وهو طفرة جينية تصيب الخلايا لتبدأ بالنمو بعشوائية دون توقف ولا يزال العلم عاجزا حتى اليوم عن ايجاد العلاج لكن الطبيعية قد أوجدت الحل بالفعل فالغالبية من الحيتان لا تصاب ابدا بالسرطان لأسباب تختلف من حجمها الى تركيبيها الجيني وهذا ما سنبينه في هذا المقال
ما هو السرطان وكيف ينشأ ؟
وهو مرض يتسبب بنمو مفرط للخلايا في منطقة معينة من الجسد فتنمو بعشوائية على شكل كتل تعرف بالاورام السرطانية فيمكن تخيلها كجيوش متمردة تستحوذ على خلايا الجسد بهدف السيطرة والنمو وتحدث ألاف الطفرات بشكل يومي في الخلايا لكنها تعالج تلقائيا غالبا من قبل الخلية ذاتها او ربما تتحول إلى سرطان.

ما علاقة الحيتان بالسرطان ؟
منطقيا كل ما ازداد عدد الخلايا في الجسد بأزدياد حجمه تضاعفت الانقسامات الخلوية و كان اكثر عرضة لإصابة بالسرطان لكن اثبت العلم الحديث عكس ذلك فالحيتان هي اضخم حيوانات العالم ولا تصاب بالسرطان ابدا كما الفيلة ووحيد القرن وهو ما يعرف بالpetos paradox نسبة الى العالم الذي رفع هذه الفكرة اول مرة ولا يوجد تفسير دقيق لهذه الظاهرة حتى اليوم لكن سنبين اهم النظريات التي توصل إليها العلم في تحليل هذه الظاهرة
أولا فرط الاورام
قد يبدو الاسم مخيفا لوهلة لكن عندما تحدث الطفرة في خلية معينة تواصل الانقسام حتى تتحول الى ورم سرطاني ضخم تراكم الخلايا في الورم الخبيث الطفرات في الجينات الرئيسية مما يتسبب في تكاثرها وفقدان التماسك مع الخلايا المحيطة ومع المصفوفة خارج الخلية تدفع هذه الطفرات الخلايا إلى التنافس بدلاً من التعاون مع جيرانها السليمة وراثيًا. في مرحلة ما ، تكتسب مجموعة فرعية من هذه الخلايا جميع “السمات المميزة للسرطان” بما في ذلك جزئيًا القدرة على التكاثر دون تحفيز خارجي ، وتجنب الشيخوخة الخلوية ، وإغلاق آليات موت الخلايا المبرمج وعبر مسافات طويلة تمنح هذه الخصائص الخلايا المحورة ميزة انتقائية حيث تصبح المنافسة شرسة بشكل متزايد في الورم النامي فتغزو الورم.
فتشير الأدلة المتراكمة إلى أن مجموعة صغيرة من الخلايا ، تسمى الخلايا الجذعية السرطانية ، تتحكم في سلوك معظم الخلايا داخل الورم هذه الخلايا الجذعية ليست قادرة فقط على التكاثر المستقل ، ولكن من الواضح أنها يمكن أن تعزز نموها من خلال توجيه الخلايا الأخرى لبناء نظام بيئي مناسب لبقاء الخلايا الجذعية وتكاثرها. بهذا المعنى ، تمثل الخلايا الجذعية السرطانية “الفائزين” النهائيين في لعبة تطور الورم .

الن يعني ذلك تحول العضو الى سرطان ضخم ؟
كلا فبعد ان تبدأ بولادة الاوعية الدموية وهو نمو الاوعية الدموية الجديدة في الورم ، هي خاصية نمطية أخرى في الاورام الوليدة فعندما تتسبب الخلايا السرطانية بنقص التأكسج في الاوعية الدموية عن طريق إفراز عوامل توليد الاوعية الورمية (TAF) ، لاسيما عامل نمو بطانة الاوعية الدموية (VEGF) التي تقوم ببناء الاوعية في مناطق نقص التأكسج ذلك لضمان تغذي الورم وانتشاره لكن ستختلف الخلايا السرطانية المتنافسة في إمكانات النمو ومقاومة التغيرات الحاصلة في ضغط الأكسجين العام الذي بالتأكيد يؤثر على معدلات الولادة والوفاة للخلايا وبالتالي يقدم نجاة بعضها على بعض و في ظل ظروف واقعية ، تتنبأ هذه النماذج بإمكانية “فرط الأورام” ، وهي خلايا عدوانية تنتمي غالبا الى المجموعة التي لها سمات السرطان و تفشل في إفراز TAF (عامل تكوين الاوعية الدموية للورم ) بشكل كافِِ لتكمل نموها مما سيعني خسارتها امام الخلايا الاخرى وتعرف بالخلايا الغشاشة. فتتكون الاورام المفرطة من احزاب من “الغشاشين” اي الخلايا المستفيدة من البنية التحتية للاوعية الدموية التي بنتها خلايا الورم الأخرى بما يكفيها للبقاء. تنمو هذه المجموعة من الغشاشين بشكل طفيلي على الورم وحوله لإطاحة بالخلايا الاساسية ، مما قد يؤدي إلى إتلافه او خسارة الغشاشين والخلايا الفائزة اي زوال الورم بشكل تام

قد يكون ظهور الورم المضاعف امرا قاتلا في حيوانات صغيرة الحجم كالفئران مثلا لكن الحيتان لن تتأثر بعشرات من الاورام المضاعفة في جسدها .
النظرية الثانية وهي التمثيل الغذائي
فرغم حجم الحيتان الضخم الا انها تحوي على تمثيل غذائي ضعيف مقارنة بحجمها اي انها تحرق طاقة صغيرة مقارنة بحجمها الضخم وتنتج كمية اقل من المركبات الكيميائية والبروتينات التي تسرع عملية نمو وتطور الاورام وتوجد العديد من الاراء عن التركيب الجيني للحيتان او الفيلة فأوضحت العديد من الدراسات مقدرتها على تحطيم جينات السرطان بسهولة
اذا لماذا لا تمتلك كل المخلوقات هذه الجينات ؟
ربما يكون للتطور يد في جعل الحيوانات الاضخم الوحيدة القادرة على القضاء على السرطان لان المزيد من الجينات المضادة للسرطان تضعف الخصوبة لدى الحيوانات ذلك لان الطاقة المستهلكة في تعويض الخسائر واصلاح الاضرار التي قد تصاب بها الخلايا تستمد من الجسد في النهاية فيجعلها غير مجدية لدى الحيوانات الاصغر ويتيح انعدامها المزيد من الانجاب ويحافظ على الجنس للحيوان اما الحيوانات الضخمة فعادة لا تنجب العديد العجول فمتوسط عدد الانجاب في حياة الحيتان الاناث هو 8 لذلك يتناسب مع هيئتها وحجمها ومتوسط اعمارها

في النهاية ما الذي يمكن ان نستفيده من دراسة السرطان لدى الحيتان ؟
يعتقد العلماء ان الطبيعة ربما قد تساعد في تطوير علاجات السرطان لدى الكلاب او حتى البشر فعن طريق معرفة الجانب الكيميائي لتحليل الورم لدى الحيتان او الفيلة مثلا التي هي ايضا من الثديات يمكن ان نستطيع نحن ايضا اعتمادها كخط وقائي اخر او حل جذري للسرطان بمعرفة كيف تحفز الخلايا ذاتها لهزيمة الاورام التي كانت جزءا منها وقد تمت عمل بعض التجارب على الفئران لكنها لم تجدي نفعا حتى الان.
شاهد ايضا :
المصادر
paper research about cancer in whales
الاورام المضاعفة وكيف تتصرف الخلايا لدى اصابة الحيتان بالسرطان